2020/12/17 | 0 | 7154
من شعراء هَجَر المبدعين .. سلمان بو خمسين
في طليعة الجيل الرابع من شعراء ( منتدى الينابيع الهَجَرية ) ـ مؤسس العصر الذهبي الجديد للشعر في الأحساء ـ أسماء عديدة تتوهج في كبد سماء الإبداع و التميز ، و تخطو بخطوات أشبه بخطوات البُراق ، و تلمع بومضات تشبه البرق ، فتخطف أبصار الناظرين ، و تحتل قلوب المنتظرين للمزيد من أساطين الشعر و أمراء البيان .
من تلك الأسماء التي تفتّحت بمواسم اخضرار كثيرة و كبيرة الشاب سلمان بن عبدالله بو خمسين ، الذي وُلد واقفا على منصة الشعر، ولم لا .. ؟ وهو سليل أسرةٍ ممعنةٍ في العلم والأدب والمجـد ، وشاء له القدر أنْ يجيء والأحساء تموج بقصائد لم تمر بخاطر الجمال ، ولم يحلم بها أكبرُ عشاق فتنة التباريح والشجى ، و شعراؤها معالم للمسترشدين ، و منارات للمبحرين في جهات الألق الست ، و أسماؤهم قِبلة لكل الخاشعين أمام جبروت الشعر ، الشعر ذلك المخلوق الأسطوري الذي يقول بدوي الجبل في وصفه :
ولد الأستاذ سلمان بن عبدالله بن سلمان بوخمسين في ربيع الأول من عام 1415هـ ، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك فيصل ، بدأ محاولاته الأولى لكتابة الشعر في سن السابعة عشرة ، وسرعان ما ثبتت أقدامه على طريق الإبداع ليصبح عضوا في ( منتدى الينابيع الهَجَرية ) و ليفوز بالمركز الأول من ( نادي الأحساء الأدبي ) في مسابقة فن الإلقاء ، و لتفوز قصيدته ( ملامح غيبية لضباب تائه ) بالمركز الثاني من جائزة ( راشد بن حميد للثقافة والعلوم ) ، و ليشارك في كثير من الأمسيات الشعرية المهمة .
الأستاذ سلمان الشاعر لم يغترف شيئا من المياه الراكدة على الضفاف ، بل قفز إلى وسط مياه النهر العميقة و أمواجه المتلاطمة ليُطمئِن الليلَ و ليربّت على كتف الأحزان و ليجترح بناء عالمه الخاص أسئلة ًو قرىً من تباريح فيقول :
لا تأسَ يا ليل منذ اليوم أكتُبُني
ويقول في إعلانٍ آخر عن مَقدَمه المختلف :
في مدخل العمر طفلٌ ضاع منه فمُ
وليقول في إعلانٍ ثالثٍ لا يكتفي بوصف حاضره فيه بل يستشرف مستقبلا يتنبأ به بقلب الشاعر المثخن بالقلق :
مـتـمزقٌ والـقـلبُ فـي ظـلماتهِ
ولأن الغزل هو المحك الأصدق الذي به تقاس إمكانيات الشاعر الإبداعية ولأن شاعرنا الأستاذ سلمان في أولَيَات محطات احتراقه الوجداني نجده يصف فعل العشق بقلبه و بلغته ، لغته .. كنزه الذي سيشتري به كل قلوب العشاق :
لـها كـلامٌ يـريني النجم حوليَ بل
ومرة أخرى لا يبتعد عن كينونته بصفته شاعراً حتى وهو يتأمل عينيها و يحتسي فناجين الفتنة والهيام :
ـيناك أمـسية الأحـلام في عُمُري
و تتجلى ثقةُ شاعرنا المطلقة بهواجسه و جرأتُه على الإفصاح عن تلك الهواجس ـ وهي أبرز وأوضح وأهمّ صفات الشاعر المختلف ـ تتجلى في هذه الأبيات المشتعلة من بواكير موسم وجدِهِ و شجاه :
أخـبئُ بـوحًا نـابضاً في اسمها كما
وإلى محك آخر لا يقل خطرًا عن محك الغزل يمتحن شاعرنا قدرة قلوبنا على تحمل زفراته على أثر الأحبة الراحلين من هذه الحياة ، بقصائد أكد بها رصيد إمكانياته الإبداعية الثريّ ، و جعلنا ننحني إجلالا لموكب بكائياته المهيب .
لاقـى الملائكَ في السما ليُعيّدا
هذا ما كان افتتح به بكائيته على ابن عمه العلامة الشيخ حسن بن الشيخ باقر أبو خمسين رحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه قبيل العيد . أما عندما يبكي سلمان و يندب سيد الشهداء عليه السلام فإنه يعطي إشارة انطلاقٍ لا تخيب لفيض الدموع و بركان الحسرات :
جُـرحٌ شِفاهُ القَرفُ والنّزفُ
إلى أن يقول مخاطبا الإمام الحسين عليه السلام :
هذا طوافُ عمرةٍ مفردة حول كعبة هذا العاشق الهَجَري المتوثب كرايةٍ من راياتِ مجدها الأزلي ، ننتظر منه المزيد من النزق و من الشغب ومن الاحتراق الجميل ، و ننتظر منكم المزيد من التأمل في كل ما يكتبه من شعر ، فهناك المزيد والمزيد من الدرر واليواقيت .
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد